رعب الاهلى

انتهى الكلام وانتهى الحبر وجفت دموع العيون ولازال الزمالك يخســر ولازال يحكى لكل جماهيره تلك القصه المرعبه التى لم يضع نهايتها بعد , ولا تزال احداثها فى سخونه مستمره تزيد من حده التشويق الاعلامى والاهداف المزعومه !

وتزيد من حزن وبئس المناصرين والمشاهدين ! منتظرين النهايه السعيده كما هى فى اى فيلم او قصه , بقتــل الزعر والخوف والأنتصـــار على الشــر ويعود الخير من جديد يسود العالم , ولكــــــــن فى قصـــه وفيــــــــــلم الزمالك ممتد لعده فصول واجزاء بعد ان واصل اليوم الخساره الثامنه من الأتحاد السكندرى , فأحداث الفيلم تبين ان الزمالك يسيطر عليه الخوف من الشر او الهزيمه , و كما يقال فى الأمثال « اللي يخاف من العفريت يطلع له » , فلاعبى الزمالك يخشوا الهزيمه فيتجهوا لها , يتمنوا الفوز ويلعبوا لعدم الخسـاره , فيتحقق ما قيل فى الأمثال . ويخسر الزمالك بسبب خوف وزعر لاعبيــه , فالزمالك الأفضل فنيــاً لم يستطع الفوز اليوم على الأتحاد السكندرى لانه يتفوق عليه معنوياً , ولا يقصد هنا الجمهور , فجمهور الزمالك بالاسكندريه اعطى درساً للوفاء لا يقل عن مسانده رموز الزمالك ولاعبيه القدامى والفنانيين المنتمين للزمالك , ولكن يقصد معنوياً الرغبه فى تحقيق الفوز , فكلا الفريقين بحاجه للثلاث نقـاط فالاتحاد موقفه اسوأ من الزمالك , إلا ان الزمالك خسر وربما بل اكيد على الورق هو الأفضل بل وهو من يستطيع تحقيق الفوز بسبب الفارق بين نجومه ولاعبى الاتحاد . ولكن الزمالك خسر والجميع يتسائل لماذا خسر الزمالك ؟!!
والاجابه تنقسم لمنظورين ,, العلمى وهو الذى لا يعترف إلا بالحقائق والارقام ,, والفنى وهو بمنظور كره القدم .

بمنظور علمى

فى علم سلوك الأنســان او العلم النفسى اثبت ان الســلوك الانسانى ظاهره متكامله تتكون بتأثير عوامل مختلفه او خصائص معينه وهى الرغبه والقدره والظروف والعوامل المحيطه , اى ان السلوك الانسانى = د(الرغبه × القدره × الظروف المحيطه ) , وبالتالى لكى يكون السلوك صحيح ويؤدى الى تحقيق الأهداف لابد من توافر هذه الخصائص كامله , ومشكـله الزمالك الأن تكمن فى خاصيتى الرغبه والقدره , اى انه يواجه العجز دائماً فى هذه الخصائص , ففى الرغبه لتحقيق الفوز دائماً ما يكون تمنى للهروب من الخساره , اى ان هناك عامل خارجى يؤثر على الفعل وهو الخوف الذى دائماً يؤدى الى النتائج العكسيه , فعامل الخوف دائماً ما يكون نتاجاً لأنعدام الثقه وهذا ما يتمتع به لاعبى الزمالك وجهازه الفنى بغزاره , فلا يوجد لاعباً يثق فى قدراته والدليل على ذلك ان لاعبى الزمالك مميزين جداً ان قارنتهم بالأسم او شاهدتهم فى مباريات الفريق الوديه والتدريبات ولكن دائماً ما يفقدوا ثقتهم امام الجماهير و الاعلام فى المباريات الرسميه ! وذلك لانهم يخشوا الخساره وتعليق المشانق لهم واحد تلو الأخر , و لان الخوف وانعدام الثقه هما الغالبيين على اللاعبيين دائما ما تكون النتائج سلبيه , و نادراً ما تكون اكثر ايجابيه ففى بعض الاحيان يكون الخوف سبباً فى التغيـر ومنه لتكوين دافع للتغلب على الخوف وتحقيق الأهداف .


اما لخاصيه القدره , فالزمالك يواجه العجز فى بعض المراكز المهمه و الحساسه داخل الفريق والتى لم يعوضها بلاعبيين مميزين خاصه الظهيرين الايمن و الايسر ولاعبى الارتكاز الدفاعى والمساند ورأس حربه حقيقى بمعنى الكلمه .
والعجز فى هذه المراكز كفيل بخساره الزمالك مره واثناث وثلاثه وللاسف ثمان مرات هذا الموسم !

فالاتحاد يمتلك الرغبه على الفوز , ويمتلك القدره على الفوز حيث انه يمتلك باقه من اللاعبيين المميزين الذين يستطيعوا تحقيق الفوز و يمتلك العوامل والظروف التى تساعده على تحقيق هدفه والفوز بالمباراه , وتتمثل فى براعه وحنكه المدرب الزمالكاوى طه بصرى و فى جمهوره الكبير داخل مدينته الاسكندريه . وهذه الخصائص الثلاث اذا توافرت فى اى مؤسسه او منظومه فهى بلا ادنى شك ستحقق النجاح وتحقق الاهداف المرجوه منها , وهــذا بالمنظور العلمى , اما فى الزمالك فلديه الرغبه فى الفوز حتى لا يخسر اى ان الخوف عامل اساسى فى الرغبه وهو ما يؤدى الى تحقيق نتائج عكسيه , كما انه يمتلك القدره على الفوز ولكن الخوف يسطير على تلك القدرات المتمثله فى اللاعبيين والجهاز الفنى ,فضلاً عن افتقاده لمراكز القوى فى تلك القدرات كاجوجو وشيكابالا , ويمتلك ايضاً مسانده كبيره من جماهيره الوفيه ورموزه القدامى والفنانيين ولم يتبقى احداً مما ينتمى للزمالك إلا وسانده فى هذه المباراه . ولكن تميز فريق الأتحاد على الزمالك رغم ان كلاهما يمتلك الثلاث خصائص إلا ان العوامل السلبيه المتأثر بها الزمالك افقدته قوته وكانت نتائجها سلبيه كما قال العلماء وخسر ومازال سيخسر حتى يتغلب اللاعبيين على الخوف المحيط بهم .

لذلك بشكــل ومنظور علمى هذه هى اسباب خســاره الزمالك .

اما بمنظور فنى
الزمالك يخسر فى كل مباراه لانه لا يهدف فى مرمى الخصم , اى انه ان لم يخسر الثلاث نقاط فيسخسر نقطتين , فالزمالك نسبه تهديفه النادره هذا الموسم تعود لعده اسباب , وهى كيف تحرز هدف ومنه تحقق الفوز .

فأحراز هدف فى مرمى الخصم يكون عن طريق اربع طرق إما عن طريق الكرات العرضيه او الاختراق من وسط الملعب عن طريق المهاراه الفرديه او عن طريق التصويب من خارج منطقه ال18 او عن طريق الكرات الثابته , ولله الحمد الزمالك يفقد كل هذه العوامل !! لذلك لا يحرز اهدافاً ولذلك يخسر المباريات وخاصه السهله .

1-الكرات العرضيه

غاب ظهيرى الاجناب فى الزمالك فغابت الكرات العرضيه الخطيره على اى دفاع وغابت احدى وسائل احراز الأهداف , وان بارك الله لنا فى احدهما وقام برفع كره عرضيه تجد انه لايوجد مهاجم حقيقى يستطيع استغلال هذه الكره واحراز هدفاً ! وهذا ما وضح اليوم حيث قام علاء كمال برفع العديد والعديد من الكرات العرضيه دون اى جدوى فى ظل قصر قامه شريف اشرف و تمركز اكثر من سئ لعبدالحليم على الذى لم يتواجد فى اى كره عرضيه .

2-الاختراق عن طريق المهاراه الفرديه

غاب لاعب وسط الملعب السريع او المهارى والمتمثل فى شيكابالا , فخســر الزمالك الوسيله الثانيه لاحراز هدف , حيث انه من الصعب التغلب على ليبرو ومساكين ولاعبى الوسط لدى الفريق الخصم دون وجود لاعب يستطيع ان يصنع الفارق مستغلاً مهارته فى الاخطراق ولعب الكرات الماكره السريعه , وهذا اللاعب هو شيكابالا .

3-عن طريق التصويب من خارج منطقه ال18

غاب عن الزمالك اللاعب صاحب القدم القويه الذى يستخدم مثل هذه المهاره فى تسجيل الأهداف فى مثل هذه المباريات التى تكون فيها المساحات ضيقه بسبب كثافه لاعبى الدفاع للخصم او بمعنى الكره مباراه ( مخنوقه ) , فبعد رحيل اينو للاهلى وتخلى الزمالك عن "دونجا" تامر عبدالحميد وغياب شيكابالا ايضاً اليوم , فقد الزمالك اللاعب الذى يملك مثل هذه المهارات , ففقد بالتالى الوسيله الثالثه لاحراز الاهداف .

4-عن طريق الكرات الثابته

اصبحت هى الوسيله الاولى لكل فرق العالم الأن , فاصبحت الركلات المباشره لا تختلف كثيراً عن ركلات الجزاء واصبحت الكرات الغير مباشره وسيله لاستعراض الجمل المدربه بين لاعبيين وأكثر واستغلالها فى احراز الأهداف , وغالباً ما يكون اهداف اى فريق فى العالم من مثل هذه الكرات , ولكن فى الزمالك لا يوجد لاعب محدد يصوب الكرات الثابته ولا يوجد لاعب محدد يقوم برفع الضربات الركنيه او الضربات الغير مباشره , اصبحت الأمر اقرب الى الهوجاء ," اهى رافعه والسلام " تاره تجد شريف اشرف يسدد وتاره اخرى احمد مجدى واحياناً حمزه او شيكا او اسامه حسن واخيرا محمود فتح الله " وفى كل مره لا يتم استغلالها ولا يحرز الزمالك منها اى اهداف ! , والحال كما هو فى الضربات الركنيه التى اغلب اهداف الزمالك هذا الموسم منها إلا ان الزمالك لا يمتلك لاعبيين مخصصين لمثل هذه الكرات ! وينفذها على طريقه ال70 بتجميع عدد من اللاعبيين اصحاب الطول داخل ال18 ويرفعها احد اللاعبيين و"يا جت يا مجاتش " , دون تحفيظ اللاعبيين كيف تكون تحركات كل منهم داخل المنطقه وكيف ستنفذ وكيف سيقوم لاعبيين او اكثر بعمل حركات لجذب الانتباه ليسددها لاعب اخر , صدقونى فى بعض الأحيان استعجب واتسائل ! هلا مدربى ولاعبى الزمالك لا يمتلكوا اشتراك فى القنوات الناقله لمباريات الدورى الانجليزى او الاسبانى لكى يتعلموا كيف يتم استغلال مثل هذه الكرات , ولو فرضنا ذلك الن يتعلم احداً من فلافيو ومواطنه جيلبرتو , الذى سبق وحذر كل محللى المباريات منهما فى الضربات الركنيه والكرات الثابته ومع ذلك لا تنتهى اى مباراه للزمالك والاهلى إلا ويسجل هذان الثنائى فى مرمى عبدالواحد السيد ! .

إذا غابت كل طرق احراز هدف عن الزمالك فكيف بالله عليك سيحرز الزمالك وكيــف سيفوز بدون اهداف ! اصبح الهم والشغل الشاغل للاعبيين والجهاز الفنى هى عدم الخساره والسلام , اما عن الهجوم , فيعتمد على المهارات الفرديه للمهاجمين , دون اى فكر او تكتيك هجومى مدرب ومخطط له . لذلك يخسر الزمالك وومازالت الجماهير فى انتظار النهايه السعيده لهذه القصه التى طالت فصولها واحداثها الدراماتيكيه التى بسببها جفت الدموع فى العيون على حال بطــل القصــه منتظرين تلك النهايه التى يعود فيها البطل من محنته وينتصر على ذلك الشر المحيط به ويسود هذا العالم الخير ويعود البطل لمكانته من جديد .